JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

واقع الحركة الوطنية قبيل انعقاد المؤتمر الإسلامي (الجبهة الشعبية الفرنسية ومشروع بلوم فيوليت)

 

واقع الحركة الوطنية قبيل انعقاد المؤتمر الإسلامي (الجبهة الشعبية الفرنسية ومشروع بلوم فيوليت)

الجبهة الشعبية الفرنسية ومشروع بلوم فيوليت




عرفت فرنسا حالة من الغليان الشديد بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي وقعت في سنة 1929م مما أدى بذلك إلى انتشار البطالة على نطاق واسع وكثرت، بذلك الإضرابات والمظاهرات العمالية كانت أحيانا، تتحول إلى صدمات مع الشرطة.

وقد كان لهذه الأزمة أثرها البالغ على توجهات الفرنسيين إذا مال غالبيته الرأي العام الفرنسي نحو التيار اليساري الأمر الذي أذى إلى بروز، ما يعرف بحكومة الجبهة الشعبية إذا تشكلت هذه الحكومة من تحالف أحزاب اليسار المتمثل،في الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي والحزب الراديكالي واستلمت السلطة في باريس في 04 جوان 1936 م كما لم تكن الأزمة الاقتصادية وأثارها القاسية السبب المباشر لتشكيل حكومة الجبهة الشعبية، بل رافق ذلك أيضا تغلغل للأفكار الفاشية داخل المجتمع الفرنسي مما أدى إلى قيام سلسلة من إضرابات قادها الشعب الفرنسي ضد الفاشية. أن سائر الطبقات العاملة في فرنسا وسائر سكان المستعمرات وبلاد الحماية والوصاية قد تفاءلت بمصير الحكم لرجال الجبهة الشعبية وعلقت على هذا الحكم الآمال الكبيرة في رجال، الذين سيؤلفون الوزارة وأكدت رجال الجبهة الشعبية لكافة الشعب بأنهم باستطاعتهم تحسين الحالة العمال والقضاء على البطالة وتوزيع الثروات توزيعا عادلا وتحسين حالة المستعمرات وإجابة رغائب أهلها فالطبقات، العاملة وأهالي المستعمرات الذين يأسوا من العدالة أحزاب اليمين وكادوا يائسون من عدالة فرنسا نفسها قد عادت إليهم الآمال الفسيحة. وبفوز الجبهة الشعبية في انتخابات، قامت بعرض على المجلس النيابي الفرنسي مشاريع وقوانين تحقق مطالب العمال وترضي رغباتهم وهي تقرر لهم ما نالوه من قبل أصحاب المعامل وتجعل الممولين يرضخون كرها لتلك المطالب فالعمال في فرنسا قد أحرزوا بصفة سريعة على ثمرات انتصارهم في الانتخابات ولم تخب الآمال التي علقوها على النواب الاشتراكيين والشيوعيين، كما بالغت الجبهة خلال هذه الانتخابات في إطلاق الوعود للجزائريين بإصلاح أوضاعهم أهمها:

1- إلغاء القوانين الاستثنائية الخاصة بالجزائريين

2- منح المسلمين الجزائريين كل الحقوق التي يتمتع بها الفرنسيون مع المحافظة التامة على أحوالهم الإسلامية.

3- إلغاء الولاية العامة وما يتبعها من الأوضاع الإدارية.

4- فصل الدين الإسلامي عن الإدارة الفرنسية.

5- إصلاح القضاء الإسلامي.

6- تأسيس كلية لتعليم الدين والعربية.

7- اعتبار اللغة العربية لغة رسمية مثل الفرنسية.

8- حرية الصحافة وتعليم اللغة العربية في المدارس الحرة.

وبعد تولي فيوليت منصب وزير دولة في حكومة ليون بلوم الفرنسية، تعاون مع بعضها لصياغة مشروع يهدف إلى رفع عدد الناخبين الأهالي وكان المشروع في البداية يرمي إلى توسيع الحق في ممارسة الحقوق السياسية التي يتمتع بها المواطنون الفرنسيون لتشمل مختلف فئات المسلمين وبالتالي فتح القوائم الانتخابية أمام عشرين ألف ناخب ومن ثمة رفع نسبة تمثيل الجزائر في مجلس النواب.

وقد أطلق على هذا المشروع اسم "مشروع بلوم فيوليت" وقد عرض وزير الدولة فيوليت، ذلك المشروع على مجلس الوزراء في 15 أكتوبر  1936م.

أثار هذا المشروع ضجة لدى كل من فرنسا والجزائر ومن بين العناوين الكثيرة لهذا المشروع نجد:

العدالة والمساواة من خلال حقوق المواطنة، والتمثيل دون تخلي المسلمين على أحوالهم الشخصية.

وقد نص مشروع بلوم فيوليت على النقاط التالية:

1- إدماج الجزائر بفرنسا.

2- إلغاء المحاكم الردعية.

3- زيادة تمثيل الجزائريين من انتخاب ممثلهم في البرلمان الفرنسي.

4 – تمكين الجزائريين من انتخاب ممثليهم في البرلمان الفرنسي.

5- القيام بإصلاح زراعي وتعليمي لصالح الأهالي.

6- إصلاح مستوى التعليم.

7- تأمين نفس الحقوق التي للفرنسيين لبعض الجزائريين.

8- إنشاء مجلس استشاري في باريس من تسعة جزائريين.

9- إنشاء وزارة شؤون إفريقيا يدخلها الجزائريين.

10- إعطاء بعض أجزاء الجنوب الجزائري الحالة المدنية في شكل بلديات مختلطة على غرار ما كان واقعا في الشمال.

  وعليه بعد أن كانت المقاومة الجزائرية مقاومة شعبية للاحتلال الفرنسي تحولت مع بداية القرن العشرين إلى مقاومة سياسية شملت مختلف التيارات وأحزاب الوطنية.

وقد تعددت الأحزاب السياسية والتيارات السياسية في الجزائر إذ نجد التيار الاستقلالي الذي مثله نجم شمال إفريقيا والتيار الإدماجي الذي مثله الحزب الشيوعي وحركة النواب وأخيرا التيار الإصلاحي ومثلته جمعية العلماء المسلمين كما شهدت فرنسا تغيرات وتحولات سياسية تمثلت في بروز ما يعرف بالجبهة الشعبية، هذه الأكيدة التي علق عليها تيارات الحركة الوطنية المذكورة أمالا كبيرة وكان نتاج هذه الجبهة إصدار ما يعرف بمشروع بلوم فيوليت إذا كان إدماج الجزائر في فرنسا من بين النصوص التي ركز عليها هذا المشروع.

وأمام هذه الأوضاع تجمعت معظم أطراف الحركة الوطنية في اجتماعا عرفا بالمؤتمر الإسلامي الجزائري سنة 1936م.

 

 واقع الحركة الوطنية قبيل انعقاد المؤتمر الإسلامي (تيارات الحركة الوطنية)

 

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة