JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

المؤتمر الإسلامي الجزائري الثاني 1937م:

 

المؤتمر الإسلامي الجزائري الثاني 1937م





تعرض المؤتمر الإسلامي الجزائري في عامه الأول إلى العديد من الصعوبات أبرزها تحفظات الحكومة الفرنسية، واستفزاز الإدارة الجزائرية وانقسامات داخل نجم شمال إفريقيا الأمر الذي أدى إلى حله.

وقد ساعدت عدة عوامل داخلية وخارجية على حل هذا الأخير إذ بعد عقد المؤتمر الإسلامي ومقتل كحول وتشتية المؤتمر أدركت الإدارة الاستعمارية خطر الحركة الوطنية على مطالب المؤتمر وعلى نفوذهم في وسط الشعب.

ومع الخطاب التاريخي الذي قام به مصالي الحاج بالملعب البلدي يوم 2 أوت 1936م، إذ التقى ببعثة المؤتمر الإسلامي حيث هاجم من خلال البرامج الاستعمارية والتي ستواجهه فورا عودته إلى فرنسا دعوى ضد النجم الذي يسجل في 26 جانفي 1937م، وذلك من طرف الجبهة الشعبية.

لكن هذا الحل لم يؤثر في نشاطه السياسي الذي استمر يعمل بقوة وتحت أسماء أخرى إلى غاية تأسيس حزب الشعب الجزائري.

ضف إلى تلك الصعوبات المذكورة نجد الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والمعارضات العديدة لمشروع بلوم فيوليت كل هذه العوامل تفسر انعقاد المؤتمر الإسلامي الثاني.

ومن ثمة فقد اجتمعت لجنة 66 للمؤتمر الإسلامي الجزائري يوم الأحد 09 ماي على 09 :00 صباحا بنادي الترقي برئاسة ( البشير عبد الوهاب) وحضر الاجتماع أغلب الأعضاء من جهات القطر المختلفة، ثم طرحت مسألة الاستعداد للمؤتمر الثاني، إذ كان تاريخ انعقاده هو النقطة الأولى التي تم التفاوض عليها.

ومن ثمة فقد انعقد المؤتمر الإسلامي الجزائري الثاني في 7 جويلية سنة  1937 حيث أراد مسؤولوا المؤتمر خلق جو من الحماس في البلاد، قصد جعل الحكومة الفرنسية توافق على إعطاء الجزائريين حق التمثيل البرلماني.

وقد انعقد المؤتمر بدون الدكتور بن جلول بعد أن صادقت لجنته على تنحيته من منصب لجنة الرئيس بسبب الحملة الواسعة التي شنها ضد الشيوعيين الجزائريين حلفاء المؤتمر.

وقد قامت احتفالات صاخبة بذكرى مرور عام على المؤتمر الإسلامي الجزائري الأول وذلك في 7 جوان 1937م وجعلت الاحتفالات تحت رئاسة بلوم فيوليت الشرقية وتكلم فيها الخطباء والشعراء وشاركت بعض الشخصيات من الأحزاب اليسارية الفرنسية الأمر الذي أدى إلى تسمية تلك المناسبة بالعيد الوطني.

كما أقيم أيضا يوم الرابع من جويلية 1937م اجتماع أخر للمؤتمر إذ أعلنت حملة من الاحتجاجات والمطالب من أجل تحريك حكومة الجبهة الشعبية.

وعلى هذا الأساس أطلق الأمين العمودي، تحت قيادة الشيخ إبن باديس شبيبة المؤتمر الإسلامي الجزائري JCMA التي أعادت طرح برنامج المؤتمر الإسلامي.

وتتلخص مطالب المؤتمر الإسلامي الثاني التي لا تختلف كثيرا عن مطالب المؤتمر في عامه الأول فيما يلي:

- إلغاء كافة القوانين الاستثنائية.

- منح كافة حقوق المواطنة التامة والكاملة.

- إلغاء كافة التدابير الاستثنائية المتعلقة بالعربية.

- حرية التعبير للصحافة الناطقة باللغة العربية.

- العفو عن كافة الجنح العسكرية.

- حق القبول في كافة المناصب العامة.

- تطبيق مبادئ العمل المتساوي.

- إلغاء منحة التجنيد.

- توزيع الملكيات غير المستغلة.

- إلغاء قانون الغابات وغيرها من المطالب.

وقد تعددت الأساليب المتبعة لدى الحركة الوطنية الجزائرية وعلى سبيل المثال فإننا نجد حزب الشعب الجزائري انتهج أسلوب تكتيكيا في سياسته وذلك تجاوبا مع مستوى الوعي بفكرة الاستقلال من جهة وطمعا في تخفيف حدة القمع المسلط على قادة الحركة الوطنية من جهة أخرى.

لكن في نفس الوقت كان يندد بالخيانة من خلال المطالبة بإعادة النظر ميثاق المؤتمر لخدمة القضية الجزائرية.

وقد توصل المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية إلى اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة إذ طلب من المنتخبين المسلمين توقيف كل نشاطاتهم في الجمعيات الاستشارية للضغط على البرلمان الفرنسي للإسراع في المصادقة على مشروع بلوم فيوليت الذي بقي حبر على ورق.

وهنا سيسقط برنامج فيوليت حيث نلمس ونلاحظ بأن المؤتمر الإسلامي الثاني لم يكن بنفس الحرارة التي وجدت في المؤتمر الإسلامي الأول، ولا بنفس الشعبية حيث توزع زعماؤه من حيث وجهات النظر والآراء وأصبحوا في حذر حتى مع بعضهم البعض.

كما أن الشيوعيون والعلماء لم يسمحوا بمشاركة حزب الشعب في المؤتمر مخافة منهم من عرقلته لهم أكثر.

نظرا لأن موقف حزب الشعب قد كان واضحا مند المؤتمر الإسلامي الأول سنة 1936م، الذي يرفض جميع الاقتراحات والمطالب التي تخدم الأقلية ( التمثيل البرلماني)، وكذلك كافة المطالب التي يمكن أن تمس بالهوية الإسلامية.

وبالتالي فإن معارضة حزب الشعب للمؤتمر نتيجة اقتناعه بان مطالبه وأعماله منافية لتطلعات ومصالح الشعب الجزائري.

كما كانوا على يقين بأن مشروع فيوليت يتناقض روحا وشكلا مع الاستقلال الذي كان الحل الوحيد للمسألة الجزائرية.

غير أن إبن باديس حسب ما يروي أحد تلامذته أنه كان قد قال في هذا الصدد سنة 1936م (أي الإعلان عن مطلب الاستقلال من طرف حزب الشعب الجزائري) بقوله "" وهل يمكن لمن شرع في تشييد منزل أن يتركه بدون سقف، وما غايتنا من عملنا إلا تحقيق الاستقلال".

وعندما أسفرت الحكومة الشعبية عن وجهها الحقيقي، خاب أمل إبن باديس في هذه الأخيرة إذ أعلن عبر جريدته الخاصة الشهاب" أن لا اعتماد إلا على النفس، وأن لا اتكال إلا على الله، بعد أن بلغ اليأس ذروته ومنهاه وليس أمام اليأس إلى اللجوء لسلاح اليائسين ومن المعلوم أن سلاح اليائس هو الثورة"

كما أن فرحات عباس قام بتكوين حزبه الذي سماه حزب الإتحاد الشعبي، وانفصل إبن جلول وكون حزبا دعاه التجمع الفرنسي الإسلامي، ونظرا لخيبة إبن باديس فقد رفض باسم جمعية تأييد فرنسا في الحرب العالمية الثانية.

وهنا تأكدت النظرة الصائبة لحزب الشعب الجزائري الذي جلب إليه تعاطف المؤتمر الإسلامي، الذين التحقوا بمواقف حزب الشعب الجزائري مثلما تشهد عليه التوصية التي صوت عليها خلال اجتماع  6 فيفري 1938م، الذي جمع شباب حزب الشعب الجزائري مع شباب المؤتمر نظرا للأحداث الداخلية والخارجية التي تملي على الضرورة العاجلة  لوحدة الشعب الجزائري.

وبالتالي فإن فشل المشروع والمؤتمر أدى بالحركة الوطنية إلى الانتقال من مرحلة إلى مرحلة اتفقت فيها جميع الأراء على الاستقلال، ولكنها لم تتفق على وسيلة تحقيقية.

غير أن مالك بن نبي يرى بأن الحركات الحزبية في الجزائر أي الحركة الوطنية قد كانت مسؤولة على تعطيل الثورة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ومن هنا نتوصل إلى القول بأن المؤتمر الإسلامي الجزائري كان له صدى وتأثير كبير في نفوس الشعب الجزائري بصفة عامة وإحباط وخيبة أمل كبيرة لدى الأحزاب الحركة الوطنية التي دعت إلى انعقاد هذا المؤتمر بصفة خاصة إذ علقت هذه الأخيرة أمالا كبيرة على حكومة الجبهة الشعبية إذ سرعان ما تندثر هذه الثقة وتتلاشى بسبب إخلاف حكومة الجبهة الشعبية لوعودها متجاهلة بذلك المطالب المقدمة من طرف وفد المؤتمر يوم 18 جويلية 1936م.

كما كان للمؤتمر الإسلامي في عامه الأول صدى واسع، على خلاف التدهور والرجوع الذي شهده في عامه الثاني، وكانت بدايتها بمقتل المفتي كحول واتهام طيب العقبي وعباس تركي كإستراتيجية فرنسية لإحباط المؤتمر وقد كان لهذه الأخيرة انعكاساتها على المؤتمر الإسلامي الذي سينعكس بدوره على الحركة الوطنية.

مقالات ذات صلة بالموضوع:

المؤتمر الإسلامي الجزائري الأول 1936م (فكرة وأسباب انعقاده 1936م)

المؤتمر الإسلامي الجزائري الأول (انعقاده وسير أعماله)

NameEmailMessage